يا ابن الإنصاف
في الليل عاد جمال هيكل البقاء من عقبة الوفاء الزّمرّديّة إلى سدرة المنتهى. وبكى بكاءً بكى لأنينه الكرّوبيّون وجميع الملأ العالين. ثم سُئل عن سبب نواحه وندبه، فذكر أن قد انتظرتُ على عقبة الوفاء كما أمرتُ ولم أتنسّم من أهل الأرض رائحة وفاء فعدتُ أدراجي، ولاحظت أنّ الحمامات القدسيّة وقعت بين براثن كلاب الأرض، عندئذ أسرعت الحورية الإلهية من القصر الرّوحانيّ بلا سترٍ ولا حجابٍ وسألتْ عن أسمائها، فذُكرت جميع الأسماء إلا اسماً واحداً، فلمّا اشتدّ الإصرار جرى على لساني الحرف الأول من ذلك الاسم فأهرع أهل الغرفات من مكامن عزّهم فما قيل الحرف الثّاني حتّى خرّوا على التّراب جميعاً. عند ذاك صدر النّداء من مكمن القرب، لا يجوز أن يُذكر أكثر من هذا (إنّا كنّا شهداء على ما فعلوا وحينئذٍ كانوا يفعلون).