يا ابن الجود
في بوادي العدم كنت. أظهرتك في عالم الملك بقوّة تراب الأمر ووكّلت جميع ذرات الممكنات وحقائق الكائنات بتربيتك. كما قدّرت لك قبل خروجك من بطن أمّك ينبوعين من حليبٍ منيرٍ. وكّلت العيون بحفظك وألقيت حبّك في القلوب، وبمحض الجود نشأتك في ظلّ رحمتي، وبخالص الفضل والرحمة حفظتك وكانت الغاية من كلّ هذه المراتب أن تدخل جبروتنا الباقي وتصلح لآلائنا الغيبية، وأنت يا أيها الغافل حين أثمرت أبديت الغفلة عن نعمائي جميعاً وأسلمت نفسك إلى ظنونك الباطلة حتى لقد نسيت كلّ شيءٍ نسياناً وانصرفت عن باب المحبوب إلى إيوان العدو واتّخذت منه مقرّاً تأوي إليه.