سبحانك اللّهمّ يا إلهي أسئلك بآياتك الّتي أحاطت الممكنات، وبنور وجهك الّذي منه أشرقت الرضوان والسّموات، وبرحمتك الّتي سبقت الموجودات، وفضلك الّذي أحاط الكائنات بأن تخرق لي حجبات المنع لأسرع إلی منبع عزّ إلهامك ومطلع وحيك وإفضالك وانغمس في بحر قربك ورضائك، أي ربّ لا تحرمني عن عرفانك في أيّامك، ولا تجعلني عريّا عن خلع هدايتك، فأشربني كوثر الحيوان الّذي جری عن الرّضوان الّذي فيه استقرّ عرش اسمك الّرحمن، لتفتح به عيني، ويستضىء به وجهي، ويطمئنّ به قلبي، ويستـنير به صدري، ويستقيم به رجلي، إنّك أنت الّذي لم تزل كنت مقتدرا بمشيّـتك ومريدا بإرادتك لا يمنعك عن أمرك من في أرضك وسمائك، أي ربّ فارحمني بجودك وكرمك، ثمّ أسمعني نغمات الطّيور الّتي يغرّدن بثـنآء نفسك علی أفنان سدرة فردانيّـتك، وإنّك أنت المعط الغفور الرّحيم. سبحانك اللّهمّ يا إلهي أنت الّذي كنت إلها ولا مألوه وربّا ولا مربوب، وعالما ولا معلوم أحببت أن تعرف تكلّمت بكلمة بها خلقت الممكنات وذوّتـت الموجودات، لا إله إلا أنت الخالق الباعث المقتدر القدير، أسئلك بهذه الكلمة الّتي ظهرت عن أفق مشيّـتك بأن تـشربني من الكوثر الّذي به أحييت قلوب أصفيائك وأفئدة أوليائك، لأتوجّه إليك في كلّ الأحيان وإنّك أنت المقتدر العزيز المنّان، لا إله إلا أنت الملك العزيز العليم.