هُوَ الأَقْدَسُ الأَبْهَى
يَا إِلَهِي لَكَ الحَمْدُ بِمَا طَلَعَ فَجْرُ عِيْدِكَ الرِّضْوَانِ وَفَازَ فِيهِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ يَا رَبَّنَا الرَّحْمَنَ كَمْ مِنْ أَحِبَّائِكَ يَا إِلَهِي يَرْكُضُوْنَ فِي بَرِّيَّةِ الشَّامِ شَوْقًا لِجَمَالِكَ وَمُنِعُوْا عَنِ الوُرُوْدِ فِي سَاحَةِ قُدْسِ عِزِّ أَحَدِيَّتِكَ بِمَا اكْتَسَبَتْ أَيْدِي أَعْدَائِكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوْا بِكَ وَبِسُلطَانِكَ أَي رَبِّ فَانْظُرْ طُغَاةَ بَرِيَّتِكَ بِلِحَاظِ قَهْرِكَ وَعِزَّتِكَ قَدْ بَلَغُوْا فِي الظُّلْمِ إِلَى مَقَامٍ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُحْصِيَهُ إِلَّا نَفْسُكَ العَلِيمُ قَدْ رَضَوْا أَحِبَّتُكَ بِالسِّجْنِ وَالدُّخُوْلِ فِيهِ وَهُمْ لَا يَرْضَوْنَ بِذَلِكَ بَغْيًا عَلَى مَظْهَرِ أَمْرِكَ طُوْبى لِبَصِيرٍ يَرَى فِي كُلِّ مَا يَرِدُ عَلَيهِ فِي سَبِيلِكَ عُلُوَّ مَقَامِهِ وَإِعْلَاءِ أَمْرِكَ يَا إِلَهَ العَالَمِينَ وَعِزَّتِكَ لَوْ يَجْتَمِعُنَّ مَنْ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا عَلى ضُرِّ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ البَهَاءِ لَا يَقْدِرُنَّ لِأَنَّ كُلَّ مَا يَرَوْنَهُ ضُرًّا لِأَصْفِيَائِكَ إِنَّهُ نُوْرٌ لَهُمْ وَنَارٌ لِأَعْدَائِكَ لَوْ لَا اسْتَقَرَّ مَطْلَعُ قَيُّومِيَّتِكَ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ كَيْفَ يَنْتَشِرُ أَمْرُكَ وَيَظْهَرُ سُلطَانُكَ وَيُعْلِنُ اقْتِدَارُكَ وَتُبَرْهَنُ آيَاتُكَ حَمَلْتُ كُلَّ البَلَايَا عَلَى نَفْسِي حُبًّا لَكَ وَلِخَلقِكَ أَي رَبِّ فَافْتَحْ عُيُوْنَ عِبَادِكَ لِيَرَوْنَكَ فِي كُلِّ الأَحْوَالِ مُسْتَوِيًا عَلَى عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَمُهَيمِنًا عَلَى مَنْ فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى مَا تَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ.
تسبیح وتهلیل ص ١٥٥-١٥٧